كلمة الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي


الحمد لله، فاطر السموات والأرض، المسبغ نعمه على خلقه ظاهرة وباطنة، القائل (قالت لهم رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض) إبراهيم:10، والحمد لله الذي اصطفى من عباده النبي الأمي، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود. مستشار خادم الحرمين الشـريفين أمير منطقة مكة المكرمة.
سماحة المفتي العام للملكة. صاحب المعالي الأمين العام للرابطة.
أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة أيها الحفل الكريم.


أرحب بكم أجمل ترحيب وأحييكم أطيب تحية .وأشكركم أيها العلماء الأجلاء على إجابة دعوتنا، وإنها لمناسبـة سعيدة أن يلتقي اليوم جمعكم المبارك في رحـاب المجمع الفقهي الإسلامي لتدارس بعض القضايا التي تواجه المسلمين والعمل على إيجاد الحلول الناجعة لها.

صاحب السمو أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي أيها الحفل الكريم
إن الإسلام –كما هو في كريم علمكم -ركيزة أساس في بناء الحياة البشـرية السوية، التي تحقق العدالة والكرامة والأمن والتنمية ، وكل ما يصبو إليه البشـر من حياة طيبة هنية، وهو في ثوابته لا يتعارض مع منتجات العصـر، بل إنه يشجع على تحصيل الرقي المادي، والتقدم الحضاري، والإسهام في بناء الإنسانية وعمارة الأرض.
إن هذه الدولة المباركة – بحمد الله - قد قامت منذ تأسيسها على خدمـة الإسلام والمسلمين، وتبني قضاياهم، وقد وقف ملوك هذه البلاد ضد التيارات الفكرية المنحرفة التي عصفت ببعض الدول العربية والإسلامية في وقت من الأوقات، كما حاربوا موجات الغلو والتطرف والإرهاب.


وفي هذا العصـر برز ظهور بعض الشعـارات التي تقوم على الإعراض عن دين الله، وتشيع الانفلات من الدين والقيم والأخلاق، واستهداف فئات من المسلمين.
أيها العلماء: إن الأمة تتطلع إلى مقاومتكم للشهوات قبل أن تتحول إلى شبهات، ثم ثقافـات يصعب الانفكاك عنها. لأن الشبهة في الأفكار تبدأ شبراً وتنتهي كفراً، قال تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) .

 

صاحب السمو، أيها العلماء الأجلاء
لقد وفق الله المجمع الفقهي منذ بدأ نشاطه عام 1388هـ ، أن قام بعقد اثنتين وعشـرين دورة صدر عنها أكثر من مئة وثلاثين قراراً في أمور العقيدة والأحكام الفقهية العامة، والاقتصاديـة والطبية والفلكية والاجتماعية، كما سيعقد دورته الثالثة والعشـرين هذا العام –إن شاء الله- ، وعقد ثلاثة مؤتمرات عالمية، وتسع ندوات، منها ثلاث ندوات عُقدت هذا العام، وسيعقد هذا العام –إن شاء الله- ندوتين إحداهما في أوروبا.
كما أصدر عدداً من البيانـات والتوصيات، وأصدر ميثاق الفتوى ، في إحدى وأربعين مـادة، وعدداً من التوصيات، كما أصدر عدداً من البيانات والقرارات،  منها ما رد فيها على من حاول إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، أو البلدان الإسلاميـة، ومن بينها المملكة العربية السعودية ، وقام بترجمة قراراته إلى عدد من اللغات، وهو مستمر في الترجمة إلى لغات أخرى.


وقدم للعالم أكثر من أربعمائـة مطبوع. كل هذه الأعمال تقرر أحكاماً شرعية، في قضايا نازلـة، وتعالج مشكلات حادثة ، وذلك خدمة للإسلام والمسلمين في كل مكان.

أيها الحفل الكريم:

بعد شكر الله على جزيل نعمه، وعلى ما من به من عقد هذا المؤتمر العالمي، والتئام هذا الجمع المبارك.
أشكر خادم الحرمين الشـريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تفضله برعاية هذا المؤتمر ، وعلى دعمه السخي لمناشط الرابطة عامة والمجمع الفقهي الإسلامي خاصة، ومواقفه المشـرفة من القضايا الإسلامية، ومساعيه الخيرة في وحدة الأمة الإسلامية، كما أشكر صاحب السمو الملكي الأمير المسدد خالد الفيصل آل سعود على افتتاحه هذا المؤتمر، وإلقاء كلمة خادم الحرمين الشريفين.
كما أشكر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، المفتي العام للملكة العربية السعودية ، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس المجمع الفقهي الإسلامي، على دعمه المتواصل للمجمع، ومشاركته في مناشطه.


وكذا أشكر صاحب الفضيلة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، عضو هيئة كبار العلماء، على ما بذله من جهود خيرة للرابطة عامة وللمجمع الفقهي الإسلامي خاصة، كما أشكر الباحثين الذين استجابوا لطلب المجمع، وقدموا بحوثاً قيمة.
والشكر موصول للجنة العلميـة بالمجمـع الفقهي الإسلامي لما تقوم به من جهود كبيرة في التخطيط، والإعداد، وأشكر جميع إدارات الرابطة التي أسهمت في أعمال هذا المؤتمر.
أسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء، وأن يبارك في أقوالهم وأعمالهم، إنه ولي ذلك والقـادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،