بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت أحكام الشريعة الإسلامية لسعادة الإنسان في الدارين, وقد كفلت الشـريعة حقوق الأفراد والجماعات خاصة التي تحتاج في المحافظة على وجودها إلى حماية ورعاية, ومن ذلك ما أحاط به الإسلام الأطفال وكل من لا يستقلون بأنفسهم من العناية الخاصة, وذلك بحمايتهم وتربيتهم تربية تحميهم من الضياع, وتحفظهم من التشرد بل تحقق لهم حياة كريمة .
كما جاءت الشريعة الإسلامية في هذا الباب بتعاليم سامية, ووصايا حكيمة تفتح الأنفس على الخير, وتبصرها بمصلحة الطفل الناشئ الذي هو ثمرة مشتركة بين الزوجين يهمهما أمره, وينشدان سعادته.
وتعد الحضانة في الإسلام من محاسن هذه الشريعة الغراء, إذ إنها تضمنت من الأحكام ما يكفل الوفاء بجميع حقوق الطفل ونحوه من تربية وتوجيه ومأكل ومشـرب وملبس وتعلم وعلاج على نحو لم تسبق إليه في أي نظام وضعي.
ونظراً لتغير الظروف المعيشية والاجتماعية وغيرها في هذا العصر عما كان عليه الحال سابقاً كان لابد من إعادة النظر والبحث في بعض أحكام الحضانة في ضوء مستجدات العصـر, ومن هذا المنطلق وشعوراً من المؤسسات والهيئات الشـرعية والأكاديمية بواجبها نحو القضايا الإسلامية المعاصرة بادرت كلية الشـريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بالتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي إلى عقد ندوة تعالج هذا الموضوع المهم وذلك بطرحه للبحث والمناقشة عن طريق استكتاب عدد من الفقهاء المتخصصين من داخل المملكة وخارجها للكتابة فيه.
وصرح فضيلة الدكتور المرزوقي:
أن الندوة تناولت المحاور التالية:
- تعريف الحضانة والمقصد الشرعي منها.
- مستحقو الحضانة, وكيفية ترتيب هذا الاستحقاق.
- حق القريب الحاضن في المحضون, ووسائل تنفيذه.
- حقوق المحضون على الحاضن.
- التعسف في استعمال هذا الحق.
وقد أجاد الباحثون في تناولهم هذا الموضوع حيث راعوا أثر متغيرات العصـر في أحكام الحضانة ،وقد تم استكتاب بعض المتخصصات في الشريعة الإسلامية ، لإثراء الندوة بآرائهن ، ولأنهن أقرب إلى هذا الموضوع
وأضاف فضيلته قائلاً إن الندوة ستعقد يوم الإثنين 23/2/1436هـ بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بمقر جامعة أم القرى بالعابدية.
وقاعة الجوهرة بمقر الطالبات في الزاهر بواسطة الشبكة التلفزيونية المغلقة مبيناً أن المجمع الفقهي الإسلامي أكمل جميع الاستعدادات اللازمة لعقد هذه الندوة.
وختم فضيلته بتقديم الشكر لولاة الأمر على دعمهم المتواصل وحرصهم الشديد على كل ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين .كما شكر جامعة أم القرى ممثلة في معالي مديرها وكلية الشريعة ممثلة في عميدها على التجاوب والتعاون في خدمة الشـريعة الإسلامية، وفي كل عمل مبرور .
أسأل الله أن يحقق بهذه الندوة المقاصد المرجوة منها