الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة انطلاقاً من اهتمامه بأمور المسلمين كافة فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله قد تابع بقلق بالغ ما ألم بأهالي مدينة الفلوجة في أرض العراق من قتل وحصار وتدمير وتشـريد وارتكاب لأبشع المآسي: حيث يواجه الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ القتل والاضطهاد ويفتقدون لأبسط مقومات الحياة من الغذاء والدواء. نتيجة للحصار الخانق الذي يفرضه الحشد الشعبي على المدينة والمناطق المجاورة لها. ومن تمكن من الخروج منهم فإن مصيره القتل أو الاختطاف على أيدي هذه المليشيات، ويبين أن الله سبحانه وتعالى توعد الذين يتعمدون حصار المسلمين وقتلهم باللعن والغضب والخلود في نار جهنم قال تعالى:﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ (النساء:93) وهو من أكبر الكبائر ومن أفظع أنواع الظلم الذي حرمه الله على نفسه وجعله بين خلقه محرماً. قال تعالى في الحديث القدسي:«يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا». كما أنه سعيٌ للإفساد في الأرض. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا...﴾ (الأعراف:56).
والمجمع الفقهي الإسلامي الذي يمثل علماء المسلمين مع تأكيده على وجوب القضاء على ما يسمى (داعش). فإنه يناشد الأمة العربية والإسلامية ودول العالم أجمع ومنظمات حقوق الإنسان إلى بذل الجهد لإيقاف جرائم القتل والتشريد والتجويع وفك الحصار عن أهالي الفلوجة وما حولها، كما يهيب بالمنظمات الخيرية إلى المسارعة في بذل المساعدات الإنسانية بجميع أنواعها لهم «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، نسأل الله الفرج العاجل لأهالي الفلوجة وكشف كرباتهم وأن يرد كيد المجرمين إلى نحورهم، وأن يوحد كلمة المسلمين على الحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.