الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

     فإن المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ليستنكر بشدة وألم ما حدث من محاولة آثمة لمليشات الحوثي في اليمن ومن عاونها باستهداف مكة المكرمة بصواريخهم العشوائية المدمرة، حيث بيت الله العتيق، والكعبة المشـرفة، ذلك البيت الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، وتلك البلدة التي حرمها الله، وأمن كل من فيها حتى الشجر لا يقطع، والصيد لا ينفر، فضلاً عن القتل، وتوعد من أراد فيها بإلحاد بظلم بعذاب أليم.

     إن ما قامت به هذه الفئة الضالة الباغية لهو مصادمة لجميع الأعراف الأرضية، والتعاليم السماوية، فهو عدوان على المسلمين جميعاً باستهداف قبلتهم، ومهوى أفئدتهم، وأغلى مقدساتهم.

     إن هذا العمل الشنيع لا يقدم عليه إلا من فقد كل معاني الإيمان، وتجرد من جميع صفات الخير والإحسان.

    وإن المجمع إذ يشجب ويستنكر هذا الفعل الإجرامي القبيح ليحذر هذه الفئة الظالمة التي أقدمت عليه هي ومن وراءها ممن يوجهونها ويدعمونها بالمال والسلاح، ويزينون لها البغي والعدوان على مقدسات المسلمين من عواقب أفعالهم التي سيجازون عليها الجزاء العادل في الدنيا والآخرة، ويذكر هؤلاء بأن الله يمهل ولا يهمل، وأن عاقبة من أراد بهذا البيت سوءاً أشد العذاب، وما قصة أصحاب الفيل بغائبة عن الأذهان.

    كما أن المجمع ليدعو عموم المسلمين حكومات وشعوباً إلى إظهار استنكارهم لهذا العدوان الصارخ على مقدساتهم، وإلى القيام بكل ما من شأنه ردع هؤلاء المعتدين ومن وراءهم ليكفوا أذاهم عن هذه المقدسات وليبتعدوا عن محاولاتهم من إيقاع الفتنة في بلاد المسلمين.

    وقد رد الله كيدهم في نحورهم؛ إذ أُسقط صاروخهم على بعد عشرات الكيلومترات من مكة المكرمة.

     وينوه المجمع بالقدرات العالية للملكة العربية السعودية في حماية أراضيها. ويشكر دفاعاتها الجوية التي تمكنت بفضل الله من صد هذا العدوان الخبيث وأحبطته وحالت دون وصوله إلى حيث يريد أولئك المجرمون.

      نسأل الله أن يحمي بيته وحرمه ودينه من كل باغٍ معتدٍ أثيم.وصلى الله وسلم، على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الأمانة العامة للمجمع الفقهي 

برابطة العالم الإسلامي

صدر في مكة المكرمة الاثنين 30/محرم/1438هـ